انتحار مدير مدرسة بعين دراهم لأسباب مجهولة

تناقل الكثير من المعلمين خبر انتحار مدير مدرسة ابتدائية لأسباب مجهولة و فيما يلي نص المنشور :
اقدم مدير مدرسة ابتدائية بمنطقة عين دراهم من ولاية جندوبة على الانتحار شنقا وسط المدرسة و قد ترك رسالة لا تهمه فقط بل تهم كل المعلمين و المعلمات
الرسالة مفادها انه عجز عجزا تاما على القيام بواجباته امام عائلته المتكونة اساسا من ابنين في التعليم العالي و اخرين في المعهد
الافق انسدت امام هذا الزميل و لم يجد بدا من ينتحر و يترك لوعة و جرحا كبيرين في نفوسنا
في الحقيقة استوقفني الخبر و ارعبني الحال الذي وصل له المعلم اليوم هذا المعلم الذي يحتل المراتب الدنيا في سلم الاجور اليوم
المعلم التونسي الذي يتقاضى ادنى اجر بالمقارنة مع معلمي الدول التي تشبهنا اقتصاديا
المعلم التونسي الذي يفني عمره في خدمة العلم و المعرفة و انارة العقول توصد في وجهه كل الابواب فماذا يكفي مرتب شهر و قروض تكبله سنويا و صندوق تامين ينهب و يتشفى و ايجار يرتفع و قوت عيال في تكلفة تصاعدية
هذا المعلم الذي على انقاضه بنيت تونس الحديثة و ارست ادقالها في بر الامان يعيش اليوم و ليس بامان
المعلم الذي يضحي و يجوب البلد شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و لا ينعم بابسط ضروريات الحياة فهو الذي يشق الجبال و يطوي الاودية و يركب السهل و الوعر و يفنى بامراض مزمنة و اخرى اوبئة عدمية
الا يستحق ان يكرم و يقبل من جبينه
الا يستحق ان يعيش ابناءه في حياة كريمة
الممرض في بيئته يعالج مجانا
سائق الحافلة و من يعمل بقطاع النقل يتنقل مجانا و مؤمن على كل الاضرار المهنية
الشرطي حدث و لا حرج بين حلال اليمنى و حرام اليسار
بقي المربي الذي عاش في الشقاوة ينعم
رحم الله هذا الزميل و ليكن الصبر سلاحنا و النضال منهجنا