Innovatek.info هي مدونة إلكترونية تقنية عربية متخصصة في تقنيات التعليم، تنشر آخر أخبار و مستجدات تقنيات التعليم في العالم، كما تنشر مقالات و أفكار المتخصصين.

  • الجمعة، 15 يناير 2021

    تدريب معلمين ذوي كفاءة في تونس بين الجدية و المزاح

     

    يعد التعليم من القطاعات التي تعزز التنمية الوطنية من خلال ضمان تنمية مورد بشري وظيفي.و هو القوة التي تمد الدولة بالاستمرار و التقدم و الرقي و هو السحر الذي يتغلغل في مفاصل المجتمع فيغذيه بمكارم الاخلاق و العمل السوي.

     تؤدي مؤسسات الهياكل التعليمية القوية إلى مجتمع يسكنه أشخاص متنورون ذوي شخصيات سوية و نفسيات معتدلة يمكنهم تحقيق تقدم اقتصادي إيجابي مزدهر وتحول اجتماعي للرقي و الأفضلية على الدوام.

     يتم تحقيق التحول الاجتماعي الإيجابي والنمو الاقتصادي المزدهر المرتبط به عندما يستخدم الناس المهارات و السلوكات و القدرات التي تعلموها في المدرسة.

     يتم تسهيل اكتساب هذه المهارات من قبل شخص واحد "نتعلم منه". ولهذا السبب ، لا ينبغي للدول التي تبحث عن تطورات اقتصادية واجتماعية أن تتجاهل المعلمين ودورهم في التنمية الوطنية

    المعلمون هم العامل الرئيسي الذي يقود أداء التعلم للتلاميذ. و هم من يزرعون بذرة النجاح الأولى و هم من يعدون الرئيس و الوزير و الشرطي و الطبيب و كل من سيمتهن اي وظيفة سواء بالفكر او بالساعد.

    وعادةً ما يحدد أداء المعلم ليس فقط جودة التعليم ولكن أيضًا الأداء العام للمتعلمين الذين يقومون بتدريسهم و تربيتهم على جانبي الأخلاق و العلم. لذلك يجب أن يتلقى المعلمون أنفسهم أفضل تدريب ممكن حتى يتمكنوا بدورهم من المساعدة في تدريب التلاميذ بأفضل طريقة ممكنة.

     من المعروف أن جودة تكوين المعلمين وجودة التدريس من أهم العوامل التي تؤثر على التعلم و فعل التعليم وكذلك على النمو الاجتماعي النفساني  والأكاديمي للأطفال. فيضمن بذلك التعليم الجيد إلى حد كبير أن المعلمين سيكونون على درجة عالية من الجودة و الحرفية و المهنية من أجل إدارة الفصول الدراسية بشكل صحيح وتسهيل فعل التعلم و النقل البيداغوجي.

     لهذا السبب تظل جودة المعلمين حافزا كبيرا في البلدان التي يحقق فيها التلاميذ درجات عالية باستمرار في الاختبارات الدولية مثل دراسات الرياضيات والعلوم (TIMSS). في مثل هذه البلدان ، يعد تدريب المعلمين أمرًا بالغ الأهمية بل أمرا حياتيا و انقطاعه ايذان بانهيار الدولة عموما لأنه يمكن أن يؤدي تكوين المعلمين  إلى مزيد رفع الأداء الإيجابي للمتعلمين. و انقطاعه و تلاشيه قد يكون مسمارا يدق في نعش حضارة كاملة.

    يتغير هيكل تكوين المعلمين باستمرار في جميع البلدان تقريبًا من أجل إنتاج معلمين يفهمون الاحتياجات الحالية للتلاميذ بينما في بلدنا تونس فالطلب فقط على المعلمين. 

    التغييرات العلمية و البيداغوجية ليست الا محاولاتا لضمان إنتاج معلمين ذوي جودة عالية ، وأحيانًا فقط للتأكد من أن الفصول الدراسية ليست خالية من المعلمين.

     في الولايات المتحدة ، كان تعزيز المعلمين ذوي الجودة العالية نقطة خلاف وكان مدفوعًا إلى حد كبير في العقد الماضي بالممارسات المنصوص عليها في القانون. حتى في اليابان والدول الشرقية الأخرى ، حيث يوجد عدد أكبر من المعلمين أكثر مما هو مطلوب.

    وتم إنشاء هياكل لضمان إنتاج معلمين جيدين وتوظيفهم ، لا تزال القضايا المتعلقة بجودة المعلم والتعليم مصدر قلق (Ogawa، Fuji، Ikuo، 2013) لذلك فإن تدريب المعلمين ليس مزحة في أي مكان. 

    لكن في تونس يظل تكوين المعلمين ضربا من المزاح و نوعا من أنواع المسرح و العنتريات الحكومية ذلك ان المعلم طيلة مسيرته المهنية يظل محملا بما تعلمه في دراسته الجامعية سواء ان كان من ابناء ترشيح المعلمين او شعبة تكوين المعلمين او من اي شعبة جامعية اخرى بعد فتح باب الانتدجاب العشوائي منذ 15 سنة خلت.



    ان تدريب المعلمين بشكل عصري و دقيق يكاد ان يكون مفقودا تماما الا من بعض اليام التكوينية التي يؤمنها متفقدون قد فاتهم قطار الزمن و انتهت معارفهم عند الكفايات الاساسية و بيداغوجيا استثمار الخطأ فيظلون يكررونها طيلة عقود دون تجديد 

    ان المشكل الأساس في تونس ليس تدريب المعلمين فحسب بل هو تدريب المدربين و تأهيلهم من اجل خلق بيئة من التفاعل بينهم و بين المعلمين التي ستنعكس ايجابيا على العلاقات بين المتعلم و المدرسة 

    و لعل النقص الفادح في التجهيزات و عدم اكتراث الدولة للحالة المزرية التي باتت عليها المدارس من اهم الاسباب المباشرة التي جعلت مفهوم تدريب المعلمين لا يعدو ان يكون الا مجرد مزحة تتناقلها الالسن في كل يوم تكويني لا يؤدي الغرض منه بل هو ينحدر الى درجة تضييع الوقت و اهدار الجهد. 

    كذلك المحاولات المعزولة التي يقوم بها المعلمون من اجل تطوير معارفهم و تنوير عقولهم و تحديث معلوماتهم لا تجابه الا بالرفض و الاقصاء من قبل المدربين و هذا طبيعي نتيجة العلاقة الزبائنية التي تربط المدرب بسلطة الاشراف و التي تنبني على أساس مادي بحت.

    الخاتمة : 

    لطالما كان التعليم قاطرة الشعوب للتقدم و الرقي و الازدهار و لكن متى اختلط التعليم بالسياسة فكان خادمها الامين اختلط النور بالظلام و الحق بالباطل و اصبحت المدرسة بيئة مسمومة يتخرج منها المجرمون و قطاع الطريق


    ان ممارسة السياسة من قبل الاشخاص أشد فتكا و ايذاء من ممارسته في اطار حزبي مجتمعي لأنه ان كذبت في تعليم ابنائنا فانك كالطبيب الذي يكذب على مريضه حتى يقتله. 


    -------

    المراجع : 

    (Ogawa، Fuji، Ikuo، 2013) 

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    المشاركات الشائعة

    حول العالم

    سيارات